أصبح إنتاج وسائل النقل الكهربائية أحد المهام الرئيسية لمصنع كوير موتور، الذي يُعتبر الآن من الشركات المعرفية، لكن الروح السلمية لمينا رضائي كفكرة واعية ومستقبلية لم تُشبع. وفقًا لرأيها، جزء كبير من المشكلات التي تواجه بيتنا – الأرض – ناتج عن أسلوب حياة سكان هذا الكوكب الأخضر والصغير.
على الرغم من أنها معروفة الآن كرائدة صناعية ناجحة، إلا أن القليل يعرف عن أنشطتها العلمية والأكاديمية داخل المصنع. مينا رضائي طبيبة، لكنها واصلت طلب العلم بعد التخرج. كانت واحدة من تلاميذ الدكتور تال بن شاهار في كلية اقتصاد هارفارد – العالم المعروف كمؤسس علم السعادة في هارفارد.
أدت تعاليم الدكتور شاهار إلى تفكيرها العميق في العلاقة بين البيئة وأسلوب حياة المواطنين. ومن هنا بدأت بتأليف سلسلة كتب تركز جميعها على إصلاح أسلوب الحياة لتحقيق الصحة والراحة وبيئة نظيفة. بعض كتب هذه السلسلة أعيد طبعها عدة مرات وحظيت بشعبية كبيرة بين المواطنين. كما تم نشر مقالاتها عدة مرات في المجلات العلمية الدولية واستخدمت كمصدر مرجعي.
من جهة أخرى، ساعدتها دراساتها في QAL بالمملكة المتحدة على تعزيز الاستدامة الاقتصادية وتدفق الثروة في أنشطتها الاجتماعية. كما أن بحوثها في جامعة أصفهان، ودورات التدريب على المهارات الحياتية من أكاديمية أكسفورد، والدورات المتخصصة في إدارة وقيادة مراكز الصحة من جامعة e-Cornell الأمريكية، منحتها رؤية جديدة ومختلفة.
بالطبع، إنجازاتها التأليفية لم تقتصر على مجال الصحة فقط؛ على سبيل المثال، كتاب رائدة أعمال كوير موتور هو كتاب ناجح يروي قصة خلق وتطوير شركة كوير موتور.

مجموعة خبرات وتعليمات مينا رضائي، إلى جانب روحها الريادية، دفعتها لتأسيس أحد أكثر مراكز الصحة والجمال تجهيزًا وحداثة في مدينة أصفهان، بهدف تحسين مؤشرات الصحة العامة. تأسست المؤشرات والقيم الجوهرية لهذا المركز على أساس معايير منظمة الإكو الدولية وسعت لترويج الحياة الصحية.
لم يمر وقت طويل حتى قبلت، بدعوة من منظمة الإكو الدولية، رئاسة قسم السياحة الجمالية والصحة في هذه المنظمة الدولية. وقد أطلقت حملات ناجحة في هذا المجال، منها حملة تمكين وريادة الأعمال للنساء وحملة السلام مع الإنسان والبيئة.
جهودها لتحسين الصحة العامة لم تتوقف هنا. جودة خدمات رضائي في إيران أدت إلى حصولها على شهادة ISO 9001 من المملكة المتحدة في مجالات الصحة، الوقاية، التغذية، الجمال، الجلد، الشعر، والسياحة الصحية.
اليوم، هي الممثلة الحصرية لـ هاتوشا كأفضل علامة تجارية للسياحة الصحية في أوروبا، ما يعكس عمق نشاطاتها العلمية والمتخصصة.

رضائي، كامرأة وطنية، كانت دائمًا تسعى لخلق وجذب الثروة لإيران. أدت علاقاتها الدولية، خاصة مع الجيران، وفهمها للقدرات المحتملة لصناعة السياحة، إلى استخدامها هذه العلاقات لإنشاء قنوات سياحية. تعتقد أن رحلة تتميز بالسلام والصحة يمكن أن تغيّر حياة الإنسان وتحدد وجهة حياته.
بهذا النهج، يُمكن اعتبار أحد المجالات التي تركز عليها رضائي هو السياحة الصحية. اليوم، نجحت رضائي في إقامة علاقات بنّاءة بين إيران ودول مثل تركيا، ألمانيا، عمان والكويت، مع التركيز على مجالات العلاج بالمياه والسبا.

الأنشطة الاجتماعية لرضائي لا تُحصى. علاقاتها مع مؤسسة تمكين السجناء، دورها في دور رعاية المسنين، وأنشطتها في مجال ريادة الأعمال لذوي الإعاقة وضعاف البصر هي جزء صغير فقط من أنشطتها الاجتماعية، التي تهدف إلى منع الفقر، تعزيز الصحة الروحية والحفاظ على كرامة المستفيدين.
لكن الآن، تتبع مينا رضائي حلمًا أكبر كانت تحمله في ذهنها طوال هذه السنوات. حلم أشار إليه بشكل متقطع وخطت خطوات تجاهه خلال هذه الفترة. لقد أسست أول مركز استشاري وريادة أعمال متخصص في الصحة في إيران، لتتمكن من مشاركة خبراتها ومعرفتها مع المهتمين بهذا المجال.